فلسطيني يبتكر روبوتا ذكيا متعدد الاستخدامات

بدقة وتركيز شديدين يوصّل الشاب الفلسطيني محمد حرب بعض الأسلاك النحاسية في لوحات إلكترونية بواسطة آلة لحام صغيرة قبل أن تنتهي هذه الأسلاك إلى كاميرا دقيقة ثبتها على روبوت ذكي مختص في نقل الأفراد والأمتعة والاستطلاع انتهى من تصنيعه قبل أيام، في تجربة هي الأولى من نوعها داخل قطاع غزة.

ويعمل الروبوت الذكي الذي ابتكره “حرب” على الطاقة الشمسية، ويمكنه حمل أوزان تصل لمئتي كيلوغرام، كما يمكنه التحرك بشكل محوري بدرجة 180، إضافة إلى أن التحكم فيه يكون عن بعد بواسطة هاتف محمول أو جهاز خاص به.
ويمكن توجيه الروبوت الفلسطيني عن بعد حتى مسافة خمسمئة متر، ومراقبة طريقه عبر كاميرا مثبتة عليه، أي أنه يصلح لنقل المعدات والأفراد في حالات الطوارئ والكوارث دون تعريض حياة قائده للخطر.

صعوبات
واعتمد حرب (21 عاما) -الذي يعمل في ورشة لصيانة الإلكترونيات- في ابتكار وتصنيع الروبوت الذكي على الكثير من القطع الإلكترونية التي استخرجها من أجهزة قديمة وتالفة؛ فإمكاناته المادية المحدودة لم تسمح له إلا بشراء بعض القطع الحديثة التي كلفته مبالغ مالية باهظة بسبب ندرتها في قطاع غزة.

وتفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي حظرا على توريد القطع والأجهزة الإلكترونية الحديثة لقطاع غزة، باستثناء بعض القطع والأجهزة التي يتم تهريبها، الأمر الذي يرفع أسعارها لتصل إلى أضعاف ثمنها الأصلي.

بداية الفكرة
ويقول “حرب” -الذي يقطن في مدينة دير البلح (وسط القطاع)- لمراسلة الجزيرة نت إن فكرة صناعة الروبوت راودته بعد مشاهدته تقريرا تلفزيونيا حول هذه الصناعة، فأراد أن تكون له بصمة في هذه المجال الذي يتقنه جيدا بحكم عمله.

وساعد المهندس الفلسطيني في تصنيعه الروبوت امتلاكه ورشة إلكترونيات صغيرة داخل منزله، والعديد من الأجهزة الإلكترونية القديمة، إضافة إلى دراسته الجامعية في تخصص هندسة الطاقة البديلة.

واستغرق “حرب” ما يزيد على خمسة أشهر في صناعة الروبوت، وواجه خلالها الكثير من العقبات؛ خاصة تلك المتعلقة بعدم قدرته على شراء الكثير من القطع والأجهزة الإلكترونية اللازمة لإتمام ابتكاره.

ويشير المهندس الفلسطيني إلى أنه اضطر إلى الاستعانة بقطع إلكترونية قديمة، وفشل في بداية الأمر في تحريك الروبوت إلا أنه واصل تطوير جهازه الذكي شيئا فشيئا حتى تمكن من تحقيق هدفه.

مميزات الروبوت
ويتكون هيكل الروبوت من مقود وأرضية تبلغ مساحتها نحو متر مربع وعجلات خلفية وأمامية إضافة إلى محرك وبطاريات لتخزين الطاقة الشمسية ليتمكن الروبوت من السير خلال الليل لمدة تزيد على خمس ساعات.

وتتميز الكاميرا الدقيقة المثبتة على الروبوت بإمكانية التصوير خلال الليل وبث الصور عن بعد إلى الهاتف المحمول الذي يتحكم في الجهاز.

استخدامات حيوية
ويقول الشاب الفلسطيني إنه يمكن استخدام الروبوت الذكي في مجال الإسعاف عبر نقل المصابين من المناطق التي يصعب وصول المسعفين إليها، وإرسال الأدوية والمستلزمات الطبية إلى مناطق قد تتعرض الأطقم الطبية فيها للخطر.

كما يمكن استخدام الروبوت في أعمال الدفاع المدني أيضا؛ فبإمكانه نقل المعدات الثقيلة والمساعدة في تقييم الخطر بمناطق الكوارث والحرائق عبر تصويرها وإرسال الصور عن بعد دون الحاجة لأي تدخل بشري.

ويتمنى المهندس “حرب” -الذي بدأ عمله في صيانة الأجهزة الإلكترونية منذ كان عمره (12 عاما)- أن يتوفر له الدعم المادي ليتطور ابتكاره ليتم استخدامه بشكل واسع.

كما يحلم بتصنيع سيارة صديقة للبيئة تعمل بالطاقة الشمسية والعديد من الأجهزة والمشاريع المشابهة.

المصدر: الجزيرة

شاهد أيضاً

قواعد نجاح إدارة المشاريع

إدارة المشاريع ليس بالأمر السهل، لكن يوجد مجموعة من القواعد النجاح التي تساهم وتلعب دور …

اترك تعليقاً