يعتقد البعض أنه قادر على الاستمرار في تحقيق النجاح بشركته المرموقة وحدها، لكن البحث الاستباقي عن فرص شراكة متميزة من شأنه دفع عملك للازدهار، وذلك بغض النظر عن الثقافة الداخلية التي تولد التفكير الإبداعي.
هذا ما قالته الكاتبة والخبيرة الاستثمارية سيرينيتي غيبونز في مقالها الذي نشر بموقع “فوربس” الأميركي.
وبغض النظر عن حجم شركتك أو مجال نشاطها، فإن تكوين شراكات إستراتيجية من شأنه منع التفكير الراكد، والمساعدة على تحقيق أهداف العمل التي قد تكون بعيدة المنال.
ويمكن للعمل مع شركة أخرى تعريض الموظفين لوجهات نظر جديدة، ومنحهم الفرص لتعلم مهارات جديدة، والاستفادة من الخبرات في مجال الأعمال التجارية الأخرى، وهو ما يجعل وجودك أكبر في السوق، ويعزز فرص نجاحك.
وتسمح هذه الشراكات بالوصول إلى الموارد ورأس المال المادي، مثل المرافق والمعدات التي قد لا تكون قادرا على تحمل تكاليفها.
ورغم تردد البعض في إقامة الشراكات، خاصة إذا كانت أهدافها متشابهة، فإن التعاون الإستراتيجي ضروري للغاية، ويمكنك اتباع هذه النصائح الثلاث للاستفادة من مزايا الشراكات.
1- تشكيل تحالفات في مجال العمل
لا يمكن لنا التميز في شتى المجالات، حتى لو كنا نمتلك موقعا رياديا في عالم الأعمال، لكن إبرام الشراكات وتكوين التحالفات مع الشركات المتخصصة سيكون كافيا لسد هذه الثغرات على مستوى منتجاتك أو خدماتك أو خبرتك.
ومع ذلك، تنصح مؤسِّسة منصة “تشيك سي إي أو” لتمكين النساء المستثمرات ستيفاني بيرنز بدراسة السوق المستهدفة للتحقق من توافقها مع مجتمعك أو سينتهي بك المطاف بإرباك مجتمعك وعملائك.
وتقول إن الغرض من الشراكة الإستراتيجية هو المساعدة على أخذ نشاطك التجاري إلى المقدمة والحصول على المزيد من العملاء.
وشهدت فترة السبعينيات والثمانينيات إقامة عدة شراكات بين شركات تكنولوجيا المعلومات مثل “آي بي إم” وأبل ومايكروسوفت، وشركات شبه الموصلات والمعالجات مثل إنتل، وشركات التكنولوجيا الحيوية مثل إيلي ليلي وروشي.
وكانت هذه الشراكات تسعى للتغلب على الصعوبات الداخلية لهذه الشركات، والتي أعاقت تحقيق الأهداف الطموحة من خلال الوصول إلى موارد شركائها، ومكن ذلك الشركات الكبرى من الاستحواذ على جزء كبير من الأسواق ومواصلة النمو.
2- شراكات مع مؤسسات كبرى
الشراكات لا تعود بالفائدة على الشركات الصغرى فقط، بل إن للكبرى نصيبا أيضا. ويوضح المدير التنفيذي لشركة “غان” باتريك رايلي أنه عندما تعمل شركة كبرى مع شركة ناشئة، يمكن لها مساعدة الشركات على الابتكار، ومنح الناشئة منها السيولة اللازمة والمراجع التي ستحدث نقلة نوعية.
غالبا تكون الشركات الناشئة بؤرة للتفكير الابتكاري الذي تحتاجه الشركات الضخمة للحفاظ على مكانتها الرائدة في الصناعة.
وعلى سبيل المثال، عندما أدركت شركة “ويست إلم” للمفروشات أنها عاجزة عن صنع مرتبات فراش عالية الطراز، عمدت إلى إقامة شراكة مع شركة كاسبر الناشئة، فتمكنت الشركة الكبرى من زيادة مبيعاتها للمرتبات المبتكرة، في حين حصلت الشركة الناشئة على فرصة كبرى لترويج منتجاتها.
3- توسعة مدى تعاونك خارج مجال عملك
عندما تجد شركات أو أعمالا تجارية متوافقة مع مصالحك وأهدافك الخاصة يمكنك الاستفادة من التعاون في الصناعات الأخرى، ومثال ذلك تعاون شركتي “أوبر” و”سبوتيفاي” سنة 2014 لتمكين الركاب من الاستماع إلى أغانيهم المفضلة أثناء التنقل، وهو ما مكن الشركتين من اكتساب العملاء وامتلاك حصة في السوق.
ويعد هذا التعاون مثالا على كيفية عمل عروض الشركات في القطاعات المختلفة معا بشكل تكافلي لتوفير قيمة أكبر للعملاء.
وأوردت الكاتبة أن التعاون مع الآخرين يساعد على سد الثغرات في المعرفة التقنية وخفض تكاليف تطوير المنتجات الجديدة، فضلا عن مساعدتك على دخول أسواق جديدة.
ومثال ذلك استضافة شركة “جايز” لتنظيم حفلات الزفاف حفلة لتذوق الطعام للأشخاص المرتبطين وتمكين باعة الزهور والحلويات والمصورين من المشاركة في الحدث لتوفير تجربة تسوق شاملة للعملاء.
وبينت الكاتبة أن هذه الإستراتيجية تسمح للشركات بالعمل لتحقيق مصالحها، بدل التنافس في ما بينها، لتبلغ بذلك آفاقا جديدة وتزيد قيمة الحدث في الوقت ذاته.
وفي حال كنت غير متأكد من نجاح الشراكة الإستراتيجية، تعتبر أفضل طريقة لمعرفة ذلك هي المشاركة في تحالف صغير مع شركة أخرى.
وقالت الكاتبة إنه يجدر بك العمل مع الشركات الأخرى لاستكشاف الأهداف التي يمكن تحقيقها من خلال شراكة مستمرة بينكما، ثم اتخذ قرارك بشأن إذا كانت الصفقة طويلة الأمد منطقية أو لا، ففي نهاية المطاف قد تتفاجأ بالمدى الذي ستجعلك هذه الشراكة تبلغه.
المصدر: الجزيرة