كيف تؤسس مباني صديقة للبيئة ؟

يعتبر أحد الاتجاهات الحديثة في الفكر المعماري أن تبنى المباني على الطراز العمارة الخضراء أو مباني صديقة للبيئة ، وضرورة معرفة العلاقة بين المباني والبيئة .

ويمكن تعريف العمارة الخضراء بأنها: عملية تصميم المباني بأسلوب يحترم البيئة مع الأخذ في الاعتبار تقليل استهلاك الطاقة والموارد مع تقليل تأثيرات الإنشاء والاستعمال على البيئة مع تعظيم الانسجام مع الطبيعة. من هذا يتضح أن العمارة الخضراء تسهم في إيجاد المسكن الصحي، داخل حي صحي، والمسكن الصحي لا يقتصر اختياره على التصميم الخارجي أو الداخلي ولكن يبدأ من:

اختيار موقع المنزل قبل الشروع في بنائه من حيث تضاريس الأرض، واتجاهات الرياح، ومسارات الشمس، والإضاءة، والشوارع المحيطة، والمواقع المجاورة، وحجم البناء في الأرض نفسها ونوعيتها، فضلاً عن مساحة الأرض التي سيتم البناء فوقها لأن جميع هذه العوامل تساعد على تحديد الموقع المناسب وتوزيع الاستخدام بطريقة اقتصادية، واحترام الخصوصية والتناغم الجمالي والمعنوي بين البناء والموقع والذي يتناسب مع العادات والتقاليد الاجتماعية والثقافية، والمحافظة على صحة السكان من حيث توفر الراحة والطمأنينة، وحماية البيئة من التلوث.

ومن أجل التبريد أوالتدفئة استخدام الطاقات الطبيعية، بحسب المنطقة المناخية لتوفير ما يطلق عليه (الراحة الحرارية داخل المبنى) وتعرف بأنها الإحساس الفسيولوجي الجسدي والعقلي الكامل بالراحة فإن هذا يستلزم وسائل ونظما سواء كانت تعتمد على الطاقة الكهربائية أوالطبيعية، وهناك مواد البناء الصديقة للبيئة، كالحجر والطين والخشب والقش، وحتى تكون مواد البناء صديقة للبيئة يجب ألا تكون من المواد عالية الاستهلاك للطاقة سواء في مرحلة التصنيع أو التركيب أو حتى الصيانة وألا تسهم في زيادة التلوث الداخلي بالمبنى أي أن تكون من مجموعة مواد البناء والتشطيبات التي يطلق عليها مواد البناء الصحيحة وهي غالباً ما تكون مواد البناء الطبيعية، كما يجب الاهتمام باستبعاد المواد والتشطيبات التي ثبت تأثيرها الضار على الصحة أو على البيئة.

فالماء له استخدامات جمالية وبيئية حيث يساعد على ضبط الرطوبة النسبية بالموقع كما يؤدي إلى تنقية وتبريد الهواء المار عليه. ولعملية إعادة استخدام المياه المستعملة بعد معالجتها، التي تسمى بالمياه الرمادية ولها أثر كبير في خفض استهلاك الماء بالمباني ثم يعاد استعمالها لري الحدائق أو تستعمل مرة أخرى في صناديق الطرد.

المعيار الرابع، جودة الهواء داخل المباني، فالتهوية الجيدة للمبنى تعد أحد أهم العوامل للتغلب على تركيز الملوثات بها، وهنا تظهر أهمية توجيه فتحات المبنى إلى اتجاه الرياح السائدة بكل منطقة مع الحرص على تواجد أكثر من فتحة بكل غرفة لخلق تيار هوائي مناسب بها وفي حالة الغرف غير المواجهة للرياح السائدة فيمكن الاستعانة بملاقف الهواء، واستخدام بعض المواد المسامية يساعد في ضبط نسبة الرطوبة داخل المبنى، ومن أمثلة هذه المواد الطوب والأحجار الطبيعية أوالأخشاب غير المدهونة.

ويجب أن يكون داخل المباني فإن التصميم الجيد للمبنى يجب أن يشتمل على أن يكون بكل حجرة نافذتان بقدر الإمكان موزعتان على حائطين حتى يتم تجنب ظاهرة الزغللة، وتوزيع الشبابيك واختيار أماكنها للحصول على أكبر قدر من الضوء الطبيعي وبخاصة المنعكس مع محاولة تجنب الضوء المباشر.

أما بالنسبة للفراغات المكشوفة، كالأفنية مثلا بالمبنى تسمح للإنسان بأن يستفيد من الأشعة البنفسجية مع مراعاة عامل الخصوصية، وأن يراعى في تخطيط الموقع ارتفاعات المباني والمسافات بحيث لا يحجب مبنى الضوء الطبيعي عن مبنى آخر قريب منه أويواجهه ومن هنا تظهر أهمية دراسة زوايا الشمس المختلفة على مدار العام لتجنب ذلك.

المصدر: موقع كل شيء عن البناء

شاهد أيضاً

تأثير السمات المعمارية على مقاومة المباني للزلازل

ما هو تأثير السمات المعمارية على مقاومة المباني للزلازل؟ هناك العديد من الميزات المعمارية التي …

اترك تعليقاً